377 - # يوم أحرق المسلمين الكرملين على رؤوس الروس
يوم دخول جيش القرم التابع للدَّولة العثمانيَّة العاصمةَ (موسكو)، وفتحها وقهر جيشها، لهو يوم يعدُّ من أيام الماضي الجميل للمسلمين، ضد(غول) أوروبا في ذلك الوقت.
أحداث حرق الكلرملين .
-------------------
قام الجيش المشترك القرمي العثماني المكون من 120-ألف جندي (80,000 تتار, 33,000 أتراك غير نظاميين و 7000 إنكشاري) بقيادة خان القرم دولت الأول گيراي، وقبيلا نوگاي الكبير والصغير وقوات شركسية، بالإلتفاف حول التحصينات الدفاعية في سرپوخوڤ على نهر اُكا، وعبروا نهر اوگرا وحاصروا جناح الجيش الروسي البالغ عدده 6000 جندي. قوات خفر الحدود الروسي أبادها القرم. وفي غياب أي قوة لضد الغزو, انسحب الجيش الروسي إلى موسكو. سكان التخوم القروية فروا كذلك إلى العاصمة.
روّع الجيش القرمي البلدات والقرى غير المحمية حول موسكو, ثم أضرم النار في ضواحي العاصمة. وبسبب ريح قوية، انتشرت النيران بسرعة. سكان المدينة, المطاردون من كل من النيران واللاجئين, هرعوا إلى البوابة الشمالية للعاصمة.
وعند البوابة وفي الشوارع الضيقة، حدث حـَشـْر وتدافع قاتل, فالناس "تدافعوا في ثلاث طبقات فوق رؤوس بعضهم البعض، الأعلى يدوس على من هم تحته". أما الجيش الروسي، وقد اختلط مع اللاجئين، فقد انفرط عقده، وقد لقي الجنرال الأمير بـِلسكي مصرعه في النيران.
وفي خلال ثلاث ساعات, احترقت موسكو بالكامل. وفي اليوم التالي, اكتفى الجيش القرمي بما فعله من دمار, فغادر على طريق ريازان إلى الاستپس. العثمانيون أخذوا 150,000 روسياً كأسرى. المعاصرون أحصوا 100,000 ضحية لغزوة 1571م.
أما السفير البابوي پوسـِڤين شهد على الدمار الشامل: فقد أحصى في عام 1580 عدد سكان موسكو بأنه لا يزيد على 30,000 نسمة, بالرغم من أنه في 1520, عدد سكان موسكو كان نحو 100,000 .
وحسب هاينريش فون شتادن, الألماني الذي كان يعمل في خدمة إيڤان الرهيب (في اُپريخنينا), "المدينة وكرملين موسكو وقصر اُپريخنينا والضواحي احترقوا بالكامل في ست ساعات.
لقد كانت كارثة عظيمة لأن أحداً لم يستطع الهرب. ولجأ الناس إلى الكنائس المبنية بالحجر لينجوا من النيران, إلا أن الكنائس الحجرية انهارت (إما من شدة النيران أو من تزاحم الناس. وبعض الناس قفزوا إلى نهر موسكو للهرب, حيث غرق الكثير. وقد انفجر مستودع الذخيرة في الكرملين مما أدى إلى اختناق المختبئين في قبوه.
وقد كانت واحدة من أعظم الحرائق في تاريخ موسكو. ويقدر المؤخون عدد ضحايا الحريق بما يتراوح بين 10,000 و عدة 100,000 شخص. الأجانب الذين زاروا المدينة قبل وبعد الحريق وصفوا نقصاً ملحوظاً في تعداد سكان المدينة.
بعد حرق موسكو, دولت الأول گيراي, مدعوماً من الدولة العثمانية, طوّر خطة للإخضاع الكامل للدولة الروسية. وفي العام التالي, كرر غزوته إلا أنها صـُدّت في معركة مولودي.
وقد بارك السلطان سليم الثاني وقتها حاكمَ القرم "دولت كيراي" على هذه الانتصارات الباهرة؛ بإرساله سيفًا مرصَّعًا وخلعة وكتابًا سلطانيًّا، فضلاً عن طرد الدِّيوان العثماني للسُّفراء الروس الذين جاؤوا لإيقاف الغزوات القرمية الإسلاميَّة.
وقد جرت محاولة ثانية لاقتحام المدينة بعدها بعام في 1572م أدَّت بإيفان الرَّهيب أن يطلب من الدولة العثمانية الصلح مع القرم وأداء الجزية؛ حيث ظلَّت روسيا تدفع ضريبةً سنوية للعثمانيِّين قدرها ستون ألف ليرة ذهبية بعد تلك الحملتين على موسكو.
وظلَّت روسيا تحسب حسابًا للعثمانيِّين بعد تلك الغزوات؛ حيث كانت تلك المعركة صَدمة كبرى للروس ولقيصرهم، ودرسًا قاسيًا لهم.
#ملحمة_التاريخ #روسيا_والمسلمين #اوكرانيا #اوروبا #حرب
تعليقات
إرسال تعليق