لوفيغارو: ماكرون وبوتين.. ما سر محادثاتهما الهاتفية؟
في أثناء المحادثة، كل كلمة لها أهميتها وأقل سوء فهم يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.
خيط واه، ذلك الذي يبقي شبح الحرب بعيدا عن أوروبا وعن العالم، إنه خط هاتف آمن يربط باريس وموسكو، بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين، وقد استخدم 4 مرات منذ بداية الحرب و14 مرة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي باتباع الإجراء نفسه في كل مرة.
تقول صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية -في تقرير لمحررها فرانسوا كزافيي بورمو- إن التبادل يبدأ بين المستشارين الدبلوماسيين لرئيسي البلدين، عندما يطلب أحدهما من الآخر تخصيص وقت على الأجندة ليتحدث رئيسه للرئيس الآخر، وفي الوقت المحدد يذهب ماكرون إلى الصالون الذهبي مع 5 مستشارين، لتبدأ المكالمة التي يتناوب عليها دائما نفس المترجمين.
شكل من التقارب
وفي أثناء المحادثة -كما تقول الصحيفة- كل كلمة لها أهميتها وأقل سوء فهم يمكن أن تكون له عواقب وخيمة، لذلك إذا سمح ماكرون لنفسه أحيانا بتحية بوتين باللغة الروسية، أو جازف محدثه مرة بالرد بالفرنسية، فإن كلا منهما يتحدث في بقية المناقشة بلغته الأم، ويخاطب الآخر بدون ألقاب كما يفعل الزملاء، لا بسبب الصداقة والمحبة، ولكن لكثرة ما يتقابلان، مما يخلق شكلا من أشكال التقارب.
ونبه فرانسوا كزافييه بورمو في تقريره للصحيفة إلى أن ماكرون استثمر كثيرا في علاقته مع بوتين، حين استقبله مرة في قصر فرساي بباريس ومرة في قلعة بريغانسون سنة 2019، مع تقديم هدية في كل مرة، وإن كان ذلك لا يكفي لكسب ود بوتين، ولكنه يجعله يومئ إلى ماكرون ويوليه بعض الاهتمام في أثناء الحديث معه، وهو كاف كذلك لأن يمنحه بعض الاحترام البسيط المثير للسخرية، الذي يبقي خط الحوار مفتوحا.
تعليقات
إرسال تعليق