
قصة الإجهاض و المخدرات.. حقائق لا تعرفها عن نجم تونس وهبي الخزري
عاد النجم الدولي التونسي وهبي الخزري للتألق مع فريقه سانت إيتيان الفرنسي، بعدما تمكن من تسجيل 4 أهداف في آخر ثلاث جولات في الليغ 1 وبطريقة رائعة، برهن من خلالها على علو كعبه وما يمتاز به من مهارة رائعة في التسديد من مسافات بعيدة والقدرة العالية على التحكم في الكرة.
ومر الخزري بفترة فراغ طويلة منذ أكثر من سنة ونصف السنة تعاقد فيها مع الإصابات وابتعد فيها عن المشاركة في المباريات الرسمية ما تسبب له في خسارة مكانه الأساسي عند عودته وعرضه للبيع في فترة انتقالات سابقة قبل عودته للتوهج من جديد.
ولم تخل مسيرة الخزري كغيره من النجوم العرب الذين تكونوا في مدارس الكرة القدم الأوروبية من مصاعب ومشاكل صقلت شخصيتهم وساعدتهم على النجاح في عالم الساحرة المستديرة.
وسنحاول في التقرير التالي تسليط الضوء على صاحب المسيرة الكروية الثرية والمتنوعة في الملاعب الفرنسية ومع منتخب تونس وهبي الخزري.
طفولة صعبة في أجاكسيو الفرنسية
ولد الخزري في الثامن من شباط/فبراير سنة 1990 في حي فقير بمدينة أجاكسيو التابعة لجزيرة كورسيكا الفرنسية، وترعرع وسط عائلة فقيرة تعود أصولها لمدينة غار الدماء تعانى الكثير من الفقر والخصاصة وهو السبب الذي جعل والدته تفكر في إجهاضه. كما تعرض وهبي لأشكال متنوعة من السخرية والتنمر بسبب شكله من قبل زملائه في المدرسة الابتدائية وأيضا بسبب ضعف مستواه التعليمي.
وكاد يحرم الخزري من التعلم في سن مبكرة جدا (9 سنوات) بعد اعتدائه على معلمته الذي وصفته بالأحمق وربما هذه من بين أهم الأشياء التي صنعت شخصية اللاعب المزاجي في أرضية الملعب وتسببت بنيله الكثير من البطاقات الصفراء الحمراء مع الأندية التي لعب لها ومع منتخب نسور قرطاج. كما أدمن الشاب الصغير حينها على التدخين والمخدرات وشرب الكحول قبل نجاحه في كرة القدم.
بدايات واعدة مع باستيا ثم صفقة خيالية مع سندرلاند
تدرج النجم التونسي في كافة الفئات السنية لفريق باستيا الفرنسي حتى وصل للفريق الأول صيف 2009 ومن ذلك الحين تنبأ له المتابعيون للكرة في فرنسا بالنجاح وجلب الأنظار إليه بفضل مهارته العالية في تنفيذ الكرات الثابتة في دوري الدرجة الثانية.
وانتقل في تموز/يوليو 2014 إلى فريق بوردو حيث برز بشكل مميز تحت قيادة بطل أوروبا سابق مع منتخب الديوك “ويلي سانيول”. وأسهم الخزري في احتلال الفريق مراتب متقدمة في الليغ 1 ولعب مسابقة الدوري الأوروبي.
وبفضل نجاحه مع فرنسا تحول للعب في الدوري الإنجليزي مع فريق ساندرلاند، في صفقة هي الأعلى بالنسبة للاعب تونسي آنذاك، وبلغت قيمتها 12 مليون يورو. وحقق الخزري انطلاقة مميزة مع فريقه الإنجليزي وسجل أهدافا لا تنسى أمام حراس كبار على غرار تيبو كورتوا حارس تشلسي السابق والحالي لريال مدريد، ودافيد دي خيا حارس عرين اليونايتد، قبل أن تبدأ مشاكله مع دافيد مويس الذي أشرف على الدفة الفنية للفريق في النصف الثاني من موسم 2016-2017. وفضل الخزري العودة لفرنسا من بوابة فريق “رين”.
صبري اللموشي غير مركزه
غير المدرب السابق لرين الفرنسي والحالي لفريق الدحيل القطري صبري اللموشي مركز الخزري من لاعب جناح هجومي إلى قلب هجوم كلاسيكي وهو ما ساعده على تسجيل 11 هدفا في 28 مباراة.
وأمضى الخزري عقد انتقاله رسميا لفريق سانت إيتيان بصفقة ناهزت الـ 7 ملايين يورو وراتب هو الأعلى في الفريق حتى يومنا هذا يبلغ 330 ألف يورو شهريا.
وصل ” نسر قرطاج ” للمباراة رقم 200 له في الدوري الفرنسي الممتاز خلال مواجهة فريق “نيم” الأسبوع الماضي في إطار الجولة الـ31 ليصبح بذلك رابع لاعب تونسي يصل لهذا العدد من المباريات.
وأحرز صاحب الـ30 عاما، 58 هدفا حتى الآن وهو أفضل هداف تونسي في الدوريات الـ 5 الكبرى في ثمانية مواسم له مع كل من باستيا وبوردو ورين وسانت إيتيان.
تونس هي اختيار القلب
صرح الهداف التونسي في إحدى المرات أن سبب اختياره تونس على حساب فرنسا التي لعب معها في فئة الشباب هو “اختيار العاطفة و القلب” وذلك دلالة على شدة تعلقه بمنتخب بلاده الأم رغم إغراءات المنتخب الفرنسي حينها على عكس ما قام به حاتم بن عرفة ووسام بن يدر مثلا.
والتحق الخزري بمنتخب نسور قرطاج سنة 2013 ولعب معه حتى الآن 57 مباراة، سجل خلالها 19 هدفا متقدما على أسماء بارزة في الكرة التونسية على غرار زياد الجزيري وحسان الڤابسي.
وقاد الخزري المنتخب التونسي في كأس العالم الماضية في روسيا وتمكن من التسجيل في شباك المنتخب البلجيكي ومنتخب بنما كما أحرز مع منتخب النسور المركز الرابع في كأس إفريقيا “مصر 2019”.
تعليقات
إرسال تعليق