من هو ميخائيل كوسيس و كيف ارتبط اسمه بالدولة العثمانية؟

القائمة الرئيسية

الصفحات

اخر الاخبار

من هو ميخائيل كوسيس و كيف ارتبط اسمه بالدولة العثمانية؟



 

 

من هو ميخائيل كوسيس و كيف ارتبط اسمه بالدولة العثمانية؟

ميخائيل كوسيس


 كيف ارتبط اسمه بالدولة العثمانية؟ 

 

ميخائيل كوسيس ، المعروف باسم حاكم قلعة هارمنكايا ، و  عبد الله ميهال غازي بعد أن اعتنق الإسلام. 

كان عبد الله ميهال غازي رفيقًا و صديقا مقربا لعثمان غازي في السلاح بعد اعتناقه الإسلام و ذلك بعد ان كان أشد أعداء عثمان عداء و شرا و خلقا للفتن. فكيف كانت قصة تغيره و انتقاله لصف عثمان ليعرفه التاريخ بعدها واحدا من أكبر و أقدم أبطال الدولة العثمانية. 

إن ميخائيل كوسيس يعد اليوم أول قائد بيزنطي مهم اعتنق الإسلام وانضم إلى الدولة العثمانية ، بعد اعتناقه للإسلام، أعطاه عثمان إسم عبد الله بينما فضل ترك إسمه الثاني و أن يصبح مع مرور الوقت ميهال عوض ميخائيل. 

كما ذكره المؤرخون باسم عبد الله ميهال غازي باشا لكونه كان من قالقادة المقربين لعثمان و لابنه اورهان أثناء فتحه لبورصة. 

كان ميخائيل كوسيس في الأصل حاكما لإحدى القلاع الحدودية للإمبراطورية البزنطية و هي قلعة هرمانكايا شرق قلعة بيليجيك. 

ينتمي مخائيل كوسيس لواحدة من العائلات البيزنطية النبيلة المنتمية إلى سلالة باليولوجوس ، و التي حكمت بيزنطة لسنوات عديدة (1259م-1453م) إلى حين فتح القسطنطينية.

في إحدى حروبه في مواجهة جيش عثمان انهزم و أسر و قد كان ذلك بناحية قريبة من إسكي شهير اليوم. 

نظر عثمان بي لشجاعة الحاكم و طريقة دخوله في المعركة بكل بسالة و استئساد فقرر أن يعفو عنه و أن يتركه حرا طليقا و يقال أن ذلك الأمر هو ما عجل باسلام الحاكم و إعلان اعتناقه للإسلام على يد عثمان و منذ ذلك الحين و هو يلازمه و من المقربين إليه يشاوره في كل أمر خاصة و أن له دراية و علما بمناطق الشمال و هو ما ساعد عثمان في بسط سيطرته و تسهيل فتوحاته فيها. 

 علم ميخائيل كوسيس بعدها أن القادة المسيحيين كانوا يستعدون لاغتيال عثمان بك بمناسبة حفل زفاف و لم يذكر لمن يعود حفل الزفاف هذا هل هو حفل زفاف من القبيلة سيحضره عثمان أو حفل زفاف لأمراء مسيحين و تمت دعوة عثمان إليه ،

المهم أن كوسيس فور علمه بالأمر حذر عثمان بك في الوقت المناسب ومكنه ذلك من اتخاذ الاحتياطات اللازمة و التخلص من الفخ، و قد كانت خطة الإغتيال أكبر سلاح كان القادة البزنطيون يخفونه لعثمان و عند فشلهم في ذلك فإن عثمان استطاع أن يقلب عليهم الطاولة و أن يفتح كلا من قلاع يارحصار و بيليجيك. 

وحده كتاب الشيخ إدهبالي تتطرق للمسألة و ربطها بفتح قلعة أينغول  و قال بالحرف :

"...تم عكس خطة كل من قادة بيليجيك و يار حصار و أينغول و هم دوكاس و لاسكاريس رغاتوس و نيكولا للإطاحة بعثمان من خلال الخطة الهجومية التي استعملها عثمان فسقط كل القادة و سقطت بعدها قلاع يار حصار و بيليجيك و تم فتحها من طرف الابطال الشجعان التركيين، و وجد جنود نيكولا الذين حاصروا توغوت الب و مقاتليه و ظنوا أن عثمان قد هرب فتبعوه و وجدوا انفسهم فجأة عالقين في الفخ الذين وضعوه، كانت شراكهم متشابكة عند أقدامهم. 

أظن انهم استعملوا شراكا مثبثة على الأرض لإعاقة الحركة أو شيئ من هذا القبيل. 

مات نيكولا و لاسكاريس و دوكاس و تم أسر أسرهم و أطفالهم، و بعد انتهاء الحرب جاء عثمان للمكان و سقطت بعدها اينغول في وقت قصير. 

أطلق بعدها عثمان زوجات و اطفال القادة و حررهم فيما أراد للأميرة هولوفيرا أن تكون زوجة لابنه أورهان بي، و قد أصبحت زوجته طواعية فيما بعد و اطلق عليها عثمان إسم نيلوفر. 

أعطى عثمان إدارة إسكي شهير لأكتيمور و كاراجاهيسار لأورهان بي و إينجول لتورغوت ألب، كما بنى نزلا و مسجدا صغيرا في بيليجيك و أسند تسييره للشيخ أدهبالي بصفته وصيا على المدينة..."


 يتزايد اهتمام زوار قبر عبد الله مهال غازي ، الذي توفي عام 1328 بعد مشاركته في فتح بورصة في عهد أورهان غازي ، و يوجد قبره في قريته الأصل حيث كانت قلعته و تسمى إلى اليوم هارمنكوي ، حي إين حصار التابعة لمدينة بيلجيك.

 و قد شهدت المقبرة اهتمامًا و ارتيادا كبيرًا بعد عرض أولى حلقات الموسم ، خاصة من بورصا وإسكي شهير وسكاريا وكوتاهيا. 

و يشار أن السلطان عبد الحميد الثاني أعاد بناء قبر عبد الله ميهال غازي و ذلك في عام 1885.  انتقل أحفاد ميهال غازي في وقت لاحق إلى أوروبا تزامنا مع فتح  القسم الأوروبي من تركيا وعملوا كقادة عسكريين في الدولة العثمانية.  ومن المعروف أن عبد الله ميهال غازي أنجب ثلاثة أبناء و هم :

عزيز باشا ، وبلطة بك ، وغازي علي بك 

و كان لهم أدوار عسكرية و اجتماعية مهمة في الدولة العثمانية منذ أول أيام تأسيسها إلى حدود القرن التاسع عشر حيث بدأ نجم عائلتهم يختفي شيئا فشيئا. 

في تركيا اليوم هناك العديد من المرافق و المؤسسات و المساجد و الجسور  و النوافير و البنايات الخيرية باسم ميهال غازي و قد تم إنشاؤها من طرف أحفاذه على مر العصور من مالهم الخاص خدمة للدولة التركية و لا تزال قائمة إلى اليوم. 

اعتنق ميخائيل كوسيس الإسلام عام 1313 م واتخذ اسم "عبد الله" الذي أعطاه له عثمان بسبب صداقته مع الأتراك وقربه من عثمان بك.

 أظهر عبد الله ميهال غازي الذي عمل دائمًا مع عثمان بطولة عظيمة من خلال غزو غوينوك ومودورنو وبعض القلاع الأخرى في وادي ساكاريا.  

كما قدم  مساهمات كبيرة في تقدم وتطور الإمبراطورية العثمانية في السنوات الأولى كان أبرزها أنه شارك في غزو بورصة مع أورهان غازي و لم يذكر بالضبط سنة مشاركته في هذا الفتح لأن حصار و فتح بورصة طال لأزيد من 9 سنوات و ذلك ما بين 1317 إلى 1326م حيث تم فتحها في عهد عثمان بك و ابنه أورهان، و يقال أن عثمان بك كان حينها في آخر أيامه و سمع خبر فتحها و هو على فراش الموت و بعدها مات. 

ما نفهمه مما سبق أيها المتابع الكريم أن ميهال غازي باشا في الغالب شارك في الحصار و عايش الفتح رفقة كل من اورهان و والده عثمان و كان المساهم الأكبر في نجاح الفتح لمعرفته و درايته بنقاط ضعف خصون بورصة المتينة و لخبرته العسكرية الكبيرة. 

توفي عبد الله ميهال غازي بعدها و ذلك سنة 1327 م أي سنة واحدة بعد فتح بورصة

في كل سنة و إلى يوم الناس هذا ، في يوم الأحد الأول من شهر سبتمبر في مدينة هارمنكوي ، موطن عبد الله ميهال غازي و موضع قبره ، يتم تنظيم احتفالات تذكارية وإلقاء الخطب بمشاركة رجال دولة وأكاديميين ومؤرخين والعديد من الضيوف.  كما يتم تقديم أرز الشفاء التقليدي للضيوف والسكان المحليين.

كإضافة متابعي الأعزاء فإن سيف ميخائيل كوسيس يعد إلى اليوم أقدم قطعة أثرية تتوفر عليها تركيا أثرية تؤرخ للسنوات الأولى لبداية الدولة العثمانية. 

رحمه الله



تعليقات