ا
بن السماك وهارون الرشيد...
ذكر الفضل بن الربيع أنّ هارون الرشيد رحمه الله أمره أن يحضر ابن السمّاك ليعظه
قال: وأحضرته واستأذنته فى الدخول إليه فقال: أدخله.
فلّما دخل قال له:
عظني يا ابن السماك
فقال: «يا أمير المؤمنين، اتقّ الله وحده لا شريك له واعلم أنّك موقوف غدا بين يدي ربّك، ثمّ مصروف إلى إحدى منزلتين لا ثالث لهما: جنّة أو نار.»
فبكى هارون حتّى اخضلّت لحيته.
فاقبل الفضل على ابن السمّاك فقال:
«سبحان الله وهل يتخالج أحدا شكّ أنّ أمير المؤمنين مصروف إلى الجنّة، إن شاء الله، لقيامه بحقّ الله وعدله فى عباده وفعله.»
قال: فلم يحفل بذلك ابن السمّاك ولم يلتفت الى الفضل ، وأقبل على الرشيد فقال: «يا أمير المؤمنين إنّ هذا- ويقصد الفضل بن الربيع-
ليس والله معك ولا عندك فى ذلك اليوم، فاتّق الله وانظر لنفسك.»
قال: فبكى هارون حتّى أشفقنا عليه، وافحم الفضل فلم ينطق بحرف.
فبينا هو عنده إذ استسقى الرشيد ماء فلمّا حمل إليه وأهوى بالاناء إلى فيه(اي قرب الإناء الى فمه ليشرب )، قال له ابن السمّاك: «على رسلك يا أمير المؤمنين، بالله عليك ، لو منعت هذه الشربة بكم كنت تشترى؟»
قال: «بنصف ملكي.»
قال: «اشرب هنّأك الله.»
فلمّا شربها قال: فأسألك بالله لو منعت خروجها من بدنك(اي لم تستطع التبول )
بماذا كنت تشتريها؟
قال: بجميع ملكي.
قال ابن السمّاك:
إن ملكا قيمته شربة ماء لجدير أن لا ينافس فيه.
مصدر:
تجارب الامم وتعاقب الهمم ج.٤
تعليقات
إرسال تعليق